بِسمْ الله الِرحمنْ الِرحيّمْ
الِسَلآمْ عليّكُمْ وَرحمة الله وَبركُآته
العشرة الأواخر والدعاء
اللهم صلي على محمد ماتعاقب الليل والنهار وصلي على محمد
ماذكره الذاكرون الأبرار وصلي على محمد عدد مكاييل البحار
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن
يضلل فلا هادي له الا هو، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فعندما تنزل الحاجة بالعبد فإنه ينزلها بأهلها الذين يقضونها ،
وحاجات العباد لا تنتهي . يسألون قضاءها المخلوقين ؛
فيجابون تارة ويردون تارة أخرى . وقد يعجز من أنزلت به الحاجة
عن قضائها . لكن العباد يغفلون عن سؤال من يقضي الحاجات
كلها؛ بل لا تقضى حاجة دونه ، ولا يعجزه شيء ،
غني عن العالمين وهم مفتقرون إليه . إليه ترفع الشكوى ،
وهو منتهى كل نجوى ،خزائنه ملأى ، لا تغيضها نفقه ، يقول لعباده:
{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}
كل الخزائن عنده ، والملك بيده
{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[ الملك]
{وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ }
[ الحجر ] ،
يخاطب عباده في حديث قدسي فيقول :
(( يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في
صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص
ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أًدخل البحر ))
[ رواه مسلم 2577]
ويقول سبحانه :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }
[ فاطر] .
لا ينقص خزائنه من كثرة العطايا ، ولا ينفد ما عنده ، وهو يعطي العطاء الجزيل
{ مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ } [ النحل : 96]
قال النبي عليه الصلاة والسلام
" يدُ الله ملأى لا تغيضها نفقه سحاءُ الليل والنهار ،
أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماء والأرض؟فإنه لم يغض
ما في يده،وكان عرشه على الماء وبيده الميزان يخفض ويرفع"
[ رواه البخاري
المشرف:رومنسي