الذل لله تعالى حال الدعاء
إن الدعاء فيه ذلٌ وخضوع لله تعالى وانكسار وانطراح بين يديه ،
قال ابن رجب رحمه الله تعالى : وقد كان بعض الخائفين يجلس
بالليل ساكناً مطرقاً برأسه ويمد يديه كحال السائل ،
وهذا من أبلغ صفات الذل وإظهار المسكنة والافتقار ، ومن افتق*********ار
القلب في الدعاء ، وانكساره لله عز وجل ، واستشعاره شدة الفاقةِ ،
والحاجة لديه . وعلى قدر الحرقةِ والفاقةِ تكون إجابة الدعاء ،
قال الأوزاعي : كان يق************************************ال :
(( أفضل الدعاء الإلحاح على الله والتضرع إليه ))
[ الخشوع في الصلاة ص72] .
أيها الداعي : أحسن الظن بالله تعالى
والله تعالى يعطي عبده على قدر ظنه به ؛ فإن ظن أن ربه غني كريم جواد ،
وأيقن بأنه تعالى لا يخيب من دع*************اه ورجاه ، مع التزامه بآداب
الدعاء أعطاء الله تعالى كل ما سأل وزيادة ، ومن ظن بالله غير
ذلك فبئس ما ظن ، يقول الله تعالى في الحديث القدسي :
(( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني ))
[ رواه البخاري 7505 ومسلم 2675] .
الدعاء في الرخاء من أسباب الإجابة
إذا أكثر العبدُ الدعاء في الرخاء فإنه مع ما يحصل له من الخير
العاجل والآجل يكون أحرى بالإجابة إذا دعا في حال شدته من
عبد لا يعرف الدعاء إلا في الشدائد . روى أبو هريرة رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء ))
[ رواه الترمذي وحسنه 3282 والحاكم وصححه 1/ 544] .
ومع أن الله تعالى خلق عبده ورزقه ، وأنعم عليه وهو غني عنه ؛
فإنه تعالى يستحي أن يرده خائباً إذا دعاه ، وهذا غاية الكرم ،
والله تعالى أكرم الأكرمين .
روى سلمان رضي الله عنه فقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( إن الله حييٌّ كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خالتين ))
[ رواه أبو داود 1488والترمذي وحسنه 3556] .
العبرة بالصلاح لا بالقوة
قد يوجد من لا يؤبه به لفقره وضعفه وذلته ؛ لكنه عزيز
المشرف: رومنسي بعطر فرنسي